لقد حدث تطور في مفهوم الإشراف التربوي خلال العقدين الأخيرين، شأنه في ذلك شأن كثير من المفاهيم التربوية التي تنمو وتتطور نتيجة الأبحاث والدراسات والممارسات التربوية، خاصة بعد أن كشفت هذه الدراسات والأبحاث عن قصور الأنماط السابقة للإشراف التربوي
(التفتيش التوجيه (، وحاولت هذه الدراسات إحداث التغييرات المرغوبة في العملية التعليمية، كما حاول الإشراف
التربوي الحديث تلافي أوجه القصور ، من خلال نظرة شاملة للعملية التربوية والتعليمية تتمثل في المفهوم التالي للإشراف التربوي :
"الإشراف التربوي هو عملية فنية شورية قيادية إنسانية شاملة؛ غايتها تقويم وتطوير العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها"
فالإشراف التربوي في ضوء ذلك المفهوم، هو :
- عملية فنية : تهدف إلى تحسين التعليم والتعلم من خلال الرعاية و التوجيه والتنشيط
المستمر لنمو الطالب والمعلم والمشرف التربوي، وكل من له أثر في تحسين العملية التعليمية
فنياً كان أو إدارياً.
- عملية شورية تقوم على احترام رأي المعلمين، والطلاب، وغيرهم من المتأثرين بعمل الإشراف والمؤثرين فيه، وتسعى هذه العملية إلى تهيئة فرص متكاملة لنمو كل فئة من هذه الفئات وتشجيعها على الابتكار و الإبداع.
- عملية قيادية : تتمثل في المقدرة على التأثير في المعلمين والطلاب وغيرهم ممن لهم علاقة بالعملية التعليمية؛ لتنسيق جهودهم من أجل تحسين تلك العملية وتحقيق أهدافها.
- عملية إنسانية : تهدف قبل كل شيء إلى الاعتراف بقيمة الفرد بصفته إنساناً، لكي يتمكن المشرف التربوي من بناء صرح الثقة المتبادلة بينه وبين المعلم، وليتمكن من معرفة الطاقات الموجودة لدى كل فرد يتعامل معه في ضوء ذلك.
- عملية شاملة : تعنى بجميع العوامل المؤثرة في تحسين
العملية التعليمية وتطويرها ضمن الإطار العام لأهداف التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية.
وفي ضوء ما سبق يمكن تعريف مفهوم الإشراف التربوي إجرائيا على أنه :
"عملية فنية هادفة لتطوير بيئات التعلم، وتقويمها وإدارتها بما يكفل تجويد عمليات التعليم والتعلم، وتحسين مخرجاتها النوعية"
المرجع: كتاب الاشراف التربوي في عصر المعرفة
وكالة الوزارة للتعليم – الإدارة العامة للإشراف التربوي